الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما أبوك: فعليك أن تبره وتحسن إليه مهما كان عاصيًا أو بعيدًا عن الاستقامة؛ فقد أمر الله بمصاحبة الأبوين الداعيين إلى الكفر بالمعروف فقال: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}. وحاول أن تناصحه وتبين له خطر ما هو مقيم عليه من المنكر الشنيع والجرم الفظيع، واجعل ذلك بطريق غير مباشر كأن تطلعه على مطوية أو تسمعه شريطًا أو نحو ذلك؛ لعله أن يتعظ ويفيق من غفلته، ولا تبتعد عن المستقيمين، ولا تترك صحبتهم وإن نهاك أبوك، ولكن استعمل معه المداراة بحيث لا يغضب منك، فلا تشعره أنك تصحب من يكره صحبتك لهم ريثما يمنّ الله عليه بالهداية.
وأما الاستقامة في زمن الفتن: فطريقها الاستعانة بالله تعالى، والاجتهاد في دعائه، ومجاهدة النفس، وحضور حلق الذكر ومجالس العلم، وكثرة الفكر في اليوم الآخر والجنة والنار، ومصاحبة الصالحين، ولزوم ذكر الله تعالى على كل حال؛ فكل هذه وسائل معينة -بإذن الله- على الثبات والاستقامة.
وانظر لبيان بعض الأسباب المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر فتوانا رقم: 132604.
وأما دراستك: فعليك أن تجتهد فيها منظمًا لوقتك غير مضيع لشيء منه في غير منفعة، فإن حفظ الأوقات من أهم ما يعين على الإنجاز والتفوق.
والله أعلم.