الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ننصح بالولادة المبكرة للغرض المذكور، إذ لا داعي لها فيما نرى. فالله عز وجل من فضله، وكرمه، ولطفه، يريد بنا اليسر، ولا يريد بنا العسر، ولم يجعل علينا في الدين من حرج. فمن دخل عليه رمضان، وكان عاجزا عن صيامه، أو تلحقه به مشقة معتبرة، رخص له في الفطر، والقضاء عند الاستطاعة؛ قال تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184}.
فإذا كان السبب الحامل على الاستعجال بالولادة، هو الخوف على الحامل، أو على جنينها من الصوم إن صامت، فهي هنا في حكم المريض، مرخص لها في الفطر في رمضان. وإن كان السبب هو الخوف من قيام المانع الشرعي من الصوم (النفاس) لو نفست في رمضان، فهي أيضا معذورة شرعا في الفطر، بل هو واجب عليها.
وعلى كل، فهذه الرغبة في التمكن من صيام رمضان، والعبادة فيه، علامة خير، ودليل على الحرص على الإكثار من الطاعة، يرجى لصاحبها أن يكتب الله له أجر الصيام، والقيام، وسائر العبادة التي عجز عن أدائها؛ قال صلى الله عليه وسلم: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ، أَوْ سَافَرَ ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ صَحِيحًا، مُقِيمًا. وقال: إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا، وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ. رواهما البخاري.
ومع ذلك، فلا يظهر لنا ما يمنع من الولادة المبكرة، إذا ثبت بشهادة الأطباء الثقات، وذوي الخبرة، أن تعجيل الولادة، لا يخشى منه ضرر على الأم، أو على المولود.
والله أعلم.