الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيستحب لمن مر بتلك الآيات الكريمات التي تضمنت أسئلة أن يجيب عليها بما يناسبها، فقد روى البيهقي عن موسى بن أبي عائشة قال: "كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة:40]، قال: سبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك، فقال سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم."
ونقل صاحب الروض المربع عن أحمد: "إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى في الصلاة وغيرها، قال سبحانك بلى، في فرض ونفل، ونقل صاحب الإنصاف عن أحمد أيضاً من رواية الفضل: لا بأس أن يقوله مأموم، ويخفض صوته."
وروى الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة: "من قرأ -والتين والزيتون- فقرأ: أليس الله بأحكم الحاكمين، فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين." زاد أبو داود: "ومن قرأ: لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى، فليقل: بلى، ومن قرأ المرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل: آمنا بالله."
قال صاحب تحفة الأحوذي:(والحديث يدل على أن من يقرأ هذه الآيات يستحب له أن يقول تلك الكلمات سواء كان في الصلاة أو خارجها....)
وفي سنن الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال: لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد."
فهذه الأحاديث تدل على الاستحباب الذي صدرنا به الجواب، وانظر تتميماً للفائدة فتوى رقم:
8175.
وأما ما يتعلق بجواب {فهل من مدكر} فلم نطلع على شيء بخصوصها، لكن الظاهر لنا أنها تجاب وتجاب بما يناسبها كأن يقال: اللهم اجعلنا من المدكرين، أو اللهم أعنا، أو لا حول ولا قوة إلا بالله، ونحو ذلك مما يصح أن يكون جواباً.
والله أعلم.