الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا تحصل الردة بمجرد دراسة الشعر المشتمل على الردة، إن لم يكن الدارس معتقدا لمضمونه.
وأما عن ترك الدراسة في أمثال هذه المدارس، محافظة على الدين، فإن وجوبه يتفرع على خشية الدارس على دينه؛ فإن كان جاهلا، لا يأمن على نفسه من الوقوع في الضلال، بسبب تلك الدراسة، فيجب البعد عنها، ولا تجوز طاعة الوالدين فيما تحصل به معصية الله تعالى؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ويمكن إقناعهم بأن حفظ الدين، مقدم على حفظ كل الواجبات، وأن درء المفسدة، مقدم على جلب المصالح. وما دامت الدراسة فيها نفقات، فيمكن تحصيل الدراسة بالنفقات في مدارس أخرى.
وإن كان عنده من العلم ما يتعرف به على الفرق بين الحق والباطل، ويسلم به من التأثر بالإلحاد الذي تضمنه الأدب المذكور، فلا حرج عليه، فقد كان السلف يدرسون الشعر الجاهلي، وهو لا يسلم من بعض الاعتقادات الباطلة.
والله أعلم.