الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صلة الرحم واجبة فرضها الله في محكم كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وقطيعة الأرحام من الذنوب العظيمة؛ قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23].
والأعمام والعمات والأخوال والخالات من أوائل من لهم حق صلة الرحم؛ فحافظي على حقهم، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 11449.
وما ذكرت من كون صلة ابن الأخ للأعمام ليس شائعًا مرده إلى التقصير في حق الصلة، لا لأن هذا هو العرف، ومع هذا فالصلة متنوعة، وتختلف باختلاف الأحوال والأعراف، فتارة تكون بالزيارة، وتارة بالهاتف، وتارة بالرسالة، وتارة بالإنفاق على الفقير من ذوي الرحم، وتارة بالهدايا للبعض في المناسبات والأعياد. وانظري للفائدة الفتويين: 151329، 245188، وتوابعهما.
والصلة دون معرفة المتواصل لا يتحقق بها المقصود؛ لأن القريب المراد صلته سيبقى معتقدًا أن قريبه قاطعه ويتغير قلبه عليه.
فالواجب أن تصليهم بما أمكن مما جرى عليه العرف، وما ذكرته من كون من تريدين صلتهم سيفهمون أنك تريدين الزواج من بعض أولادهم ليس بصحيح؛ فكثير من المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها يصلن الأعمام والعمات والأخوال والخالات دون حصول هذا التخوف، وإنما هذه حيلة من الشيطان لصرفك عن الصلة الواجبة.
وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات من موقعنا للضرورة؛ فستجدين -إن شاء الله- نصائح نافعة.
والله أعلم.