الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حرصك على البر بأمك، وإرضائها، وحذرك من عقوقها، والإساءة إليها بأي إساءة. فاثبتي على ذلك، فبر الوالدين واجب، وعقوقهما محرم، كما بينا في الفتوى رقم: 36831.
والتصرفات التي ذكرتها عن أمك من قسوتها عليك، وتفريقها بينك وبين إخوتك، أمر مستغرب جدا؛ لأن الأم مجبولة على الشفقة على أولادها وخاصة الإناث منهم.
فوصيتنا لك أن تلتمسي أولا سبب تعامل أمك معك، والعمل على معالجة كل سبب بما يناسب. ثم إن عليك بكثرة الدعاء، وسؤال الله أن يوفقك إلى رضا أمك عنك، واجتهدي في هذا السبيل، واشفعي إليها بالمقربين إليها.
وكتابتك لأبيك بخصوص ما يحدث منها معك، الأصل أنه لا يجوز؛ لما فيه من الغيبة، إلا إذا كان بقصد التظلم، وغلب على ظنك أن يدفع أبوك عنك ظلمها.
وأما ما ذكرت من كونها لمجرد تفريغ ما في الصدر، ولأجل الارتياح، فلا يجوز، وراجعي الفتوى رقم: 79100، فالواجب عليك التوبة، وشروطها مبينة في الفتوى رقم: 29785.
وقد أحسنت باستسماحك أمك، وطلب المعذرة منها، وكان ينبغي أن تعذرك، ونوصيك بكثرة الدعاء لها عسى الله أن يرضيها عنك بما شاء.
والله أعلم.