الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح أنك مصاب بداء الوسوسة، والذي ننصحك به للعلاج منه هو الإعراض عن كل الوساوس وعدم الالتفات إليها بالكلية، وانظر الفتوى رقم: 51601.
وإذا قضيت حاجتك فإنه يجزئك الاستنجاء بصب الماء وجريانه على موضع النجاسة، فإذا علمت أو غلب على ظنك زوال النجاسة فيكفي ذلك، ولا تلتفت إلى ما يعرض لك من وسواس أو شك حول دخول الماء إلى الذكر، لأن الأصل عدم دخوله حتى يحصل يقين بذلك، وما ذكرت أنك تقوم به لا يخفى ما فيه التكلف والتنطع، فينبغي أن تتجنبه وأن تستنجي بشكل طبيعي دون مبالغة، والماء المتبقي على الذكر بعد تطهيره محكوم بطهارته، لأن الماء المنفصل عن المحل بعد تطهيره طاهر، وانظر الفتوى رقم: 141158.
ومما تقدم تعلم أن الكيفية التي تقوم بها عند الاستنجاء غير مشروعة، لما فيها من التكلف والتنطع، وأن غسل ظاهر الذكر كاف ولا يترتب عليه دخول الماء داخله كما تتوهم، وأن الملابس التي تجدها ملتصقة بفتحة الذكر بعد الاستنجاء محكوم بطهارتها، وأما كمية الماء التي تستخدم للاستنجاء: فعليك الاقتصار على قدر الحاجة وعدم الإسراف.
والله أعلم.