الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد نهى الشرع عن التدابر، والهجران فوق ثلاث؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. صحيح مسلم.
فإن لم يكن عليك ضرر في صلة هذه المرأة، ولم يكن في هجرها مصلحة شرعية، فلا يجوز لك هجرها، وزوال الهجر عند الجمهور يكون بمجرد السلام؛ قال ابن حجر في فتح الباري: قال أكثر العلماء: تزول الهجرة بمجرد السلام، وردّه. وقال أحمد: لا يبرأ من الهجرة إلا بعوده إلى الحال التي كان عليها أولاً. وقال أيضًا: ترك الكلام إن كان يؤذيه لم تنقطع الهجرة بالسلام. وكذا قال ابن القاسم.
ونصّ بعضهم على أن المكاتبة، والمراسلة تكفي في زوال الهجر؛ قال الشيرازي -رحمه الله- في المهذب في فقه الإمام الشافعي: وإن كاتبه، أو راسله ففيه وجهان: أحدهما: لا يخرج من مأثم الهجران؛ لأن الهجران ترك الكلام، فلا يزول إلا بالكلام. والثاني: وهو قول أبي علي ابن أبي هريرة: أنه يخرج من مأثم الهجران؛ لأن القصد بالكلام إزالة ما بينهما من الوحشة، وذلك يزول بالمكاتبة، والمراسلة.
وإرسال هذه الرسالة لصديقتك للتهنئة، والاعتذار أقل أحوالها الاستحباب، ولا استخارة في مستحب، كما بين أهل العلم، فلا تستخيري في أصل هذا الفعل، ولكن لا بأس بالاستخارة في أمر إيقاعه في الوقت المعين، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 239488.
وننبه إلى خطورة العلاقات العاطفية قبل الزواج، وأنها بريد إلى الفساد، فيجب الحذر من ذلك، وانظري الفتوى رقم: 30003، والفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.