الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المراد بالاستهزاء بآيات الله هنا هو الاستهزاء بالقرآن، وما يتعلق بالدِّين، ولا يراد به الشمس والقمر؛ فقد جاء في تفسير الخازن (2/ 380): قُلْ؛ أي: قل يا محمد لهؤلاء المنافقين: أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ. فيه توبيخ، وتقريع للمنافقين، وإنكار عليهم، والمعنى: كيف تقدمون على إيقاع الاستهزاء بالله يعني بفرائض الله، وحدوده، وأحكامه؟! والمراد بآياته: كتابه. وبرسوله: محمد صلى الله عليه وسلم. فيحتمل أن المنافقين لما قالوا: كيف يقدر محمد على أخذ حصون الشام؟ قال بعض المسلمين: الله يعينه على ذلك. فذكر بعض المنافقين كلامًا يشعر بالقدح في قدرة الله، وإنما ذكروا ذلك على طريق الاستهزاء. اهـ.
وفي اللباب في علوم الكتاب: والمراد بالاستهزاء بـ «آياته» هو القرآن، وسائر ما يدل على الدين. اهـ.
والله أعلم.