الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فصلاتك صحية ـ إن شاء اله تعالى ـ ولا تجب عليك إعادتها، ولا إعادة الغسل؛ لأن الغسل للجنابة قد حصل، فما شعرت به بعد ذلك لا تأثير له على صحتهما، وإنما يجب منه الوضوء لما يستقبل، ولو كان منيا، قال القرافي في الذخيرة: الْمَنِيُّ يَخْرُجُ بَعْدَ الْغَسْلِ، قَالَ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْوُضُوءُ.
وقال الإمام أحمد كما في المبدع لابن مفلح: لِأَنَّ الشَّهْوَةَ مَاضِيَةٌ، وَإِنَّمَا هُوَ حَدَثٌ، أَرْجُو أَنَّهُ يُجْزِئُهُ الْوُضُوءُ.
وجاء في مجموع فتاوى ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ هذا السائل الذي يخرج بعد الغسل من الجنابة إذا لم يكن هناك شهوة جديدة أوجبت خروجه، فإنه بقية ما كان من الجنابة الأولى، فلا يجب عليه الغسل منه، وإنما عليه أن يغسله، ويغسل ما أصابه ويُعيد الوضوء فقط. وانظر الفتوى رقم: 17024، للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.