الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها، ورده فريضة، لقول الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}[النساء:86] .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم: أفشو السلام بينكم. رواه مسلم.
وقد نص أهل العلم على فضل الزيادة في رد التحية، عملا بقوله تعالى :
فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا ...الاية
وفي حديث الصحيحين خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله قال فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن .
واختلف في مشروعية الزيادة على وبركاته ورجح ابن حجر وتابعه الشوكاني والمباركفوري مشروعيتها
قال الشوكاني في تفسيره : والمراد بقوله : { فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا } أن يزيد في الجواب على ما قاله المبتدىء بالتحية ، فإذا قال المبتدىء : السلام عليكم ، قال المجيب : وعليكم السلام ورحمة الله ، وإذا زاد المبتدىء لفظاً زاد المجيب على جملة ما جاء به المبتدىء لفظاً أو ألفاظاً نحو : وبركاته ، ومرضاته ، وتحياته .
وأخرج بن السني في كتابه بسند واه من حديث أنس قال كان رجل يمر فيقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه وأخرج البيهقي في الشعب بسند ضعيف أيضا من حديث زيد بن أرقم كنا إذا سلم علينا النبي صلى الله عليه وسلم قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت قوى ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على وبركاته .
وقد روى البخاري في التاريخ حديث البيهقي عن زيد بن أرقم وقد صححه الألباني ، وهذا يعضد ما رجحه ابن حجر من مشروعية الزيادة على وبركاته .
والله أعلم.