الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا صحة لحديث: "خير الأسماء ما عبّد وحمّد"؛ قال العجلوني في كشف الخفاء: قال السخاوي: وأما ما يذكر على الألسنة من قولهم: خير الأسماء ما عبد، وما حمد، فما علمته، وقال النجم: وأما ما يذكر على الألسنة خير الأسماء ما حمد، أو عبد فباطل. انتهى.
وقال الألباني في الضعيفة: لا أصل له. كما صرح به السيوطي، وغيره. انتهى.
ولكن ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن.
وأما ورود حديث في أسماء النساء: فلا نعلم حديثًا في تفضيل أسماء بعينها للنساء، ولم نجد لذلك ذكرًا في أبواب الأسماء الحسنة، وتغيير الأسماء من الكتب الستة، ومجمع الزوائد، ولكن ورد الأمر العام بتحسين الأسماء بما يشمل الرجال والنساء؛ فروى أبو داود، وأحمد، والدارمي، من حديث أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم. قال النووي في الأذكار: إسناده جيد. وضعفه الألباني في الضعيفة.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بتغيير بعض أسماء النساء، وسماهن بأسماء أخر؛ فعن ابن عباس قال: كانت جويرية اسمها برة، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة. رواه مسلم.
وروى البخاري، ومسلم عن أبي رافع عن أبي هريرة: أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب.
وعن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم. رواه مسلم.
وروى أيضًا عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية، وقال: "أنت جميلة".
وراجع جملة كبيرة من الأسماء المستحبة في النساء آخر فصل في تسمية المولود للدكتور/ بكر بن عبد الله أبي زيد.
والله أعلم.