الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا لا نقول: إنك قد أخطأت في بعض التصرفات، ولكن نقول: إنك قد فعلت خلاف الأولى -في نظرنا، فكما ذكرت فإن حدوث المشاكل في الحياة الزوجية أمر عادي، وكذلك ما يمكن أن يترتب عليها من نتائج يمكن أن تكون أمرًا عاديًّا يحتاج إلى أن يتقبله الناس، ويرجون أن يكون من ورائه حكمًا عظيمة، ومقاصد جليلة لله رب العالمين، فالمحنة قد تحمل في طياتها منحة.
وقولك: فماذا عليّ، وعلي زوجي أن نفعل؟
نقول في الجواب عنه: عليك، وعلى زوجك أن يعاشر كل منكما الآخر بالمعروف، وأن تحرصا على كل ما يحفظ كيان الأسرة، والحذر من كل ما قد يؤدي إلى هدم بنيانها، فقد يستغل الشيطان ما حدث ليؤجج نار الفتنة، وهو الحريص على التفريق بين الأحبة؛ ففي صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعتَ شيئًا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت. وقد ترجم عليه في صحيح مسلم: باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس ...
وليس لزوجك، ولا أهله اتهامك بأنك سوداء القلب، ولكن ننصحك بأن تجتهدي في نسيان ما حصل، وأن تحاولي أن تجعلي التعامل مع أصهارك في وضعه الطبيعي، وكذلك مع أخي زوجك وزوجته، فهي لا دخل لها في الأمر، وليست ضرة لك.
ثم إنه ما يدريك فقد يكون في فراق هذا الرجل لأختك خير له، ولها، خاصة أن حياته معها قد أصبحت في نوع من النكد، فقد يرزقها الله من هو خير منه، وترزق منه أولادًا، كما رزق هو ولدًا من غيرها، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130}، قال القرطبي عند تفسيره هذه الآية: أي: وإن لم يصطلحا، بل تفرقا، فليحسنا ظنهما بالله؛ فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. اهـ.
وبخصوص متعة المطلقة، ومن تستحقه من النساء، ومقدار هذه المتعة، راجعي الفتوى رقم: 30160.
وأما الإنجاب من عدمه فلا أثر له على المتعة.
والله أعلم.