الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نطلع بعد البحث على من ذكر قصة الثوري في شيء من كتب أهل العلم المعتبرين، وعلى فرض أنها وقعت فعلًا؛ فإن الرؤى ليست مصدرًا لتلقي الأحكام، ولا يثبت بها ما يخالف الشرع؛ فقد نقل النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض في الاحتجاج بما يراه النائم في منامه قوله: أنه لا يبطل بسببه -أي المنام- سنة ثبتت، ولا يثبت به سنة لم تثبت، وهذا بإجماع العلماء. انتهى.
وقد جاء في هذه الرؤيا مما يرده الشرع: مسألة الاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي محرمة شرعًا؛ لما في الحديث: إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
وفي الحديث: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. رواه الترمذي.
وأما كتاب (حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق): فقد حذر منه أهل العلم، وممن حذر منه الشيخ/ المنجد حيث قال: "وهذا الكتاب من كتب أهل البدعة، يجب التحذير منه، والنهي عن مطالعته، ويمكن إجمال مواضع الزلل في هذا الكتاب في عدة نقاط، منها:
- ينقل فيه صاحبه عن أئمة الضلالة؛ كابن الفارض، وابن عربي، وأبي العزائم، وعلي وفا، وغيرهم.
- يذكر الحكايات الباطلة السمجة التي لا تروج إلا على ضعفاء العقول، منها ما حكاه عن بعضهم قال: عزمنا على الحج هذا العام أنا وأبي، ... ". وذكر القصة. ثم قال: "وفي هذا الكذب ترويج للشرك، وطلب الاستغاثة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من دون الله، والاستغاثة بالأموات من الشرك بالله ...". اهـ.
وأما الفوتي: فهو من طائفة التيجانية المعروفة بالابتداع، وقد ألف كتابه الرماح في الرد عنها، وقد سبق لنا التعريف بهذه الفرقة والإحالة على بعض المراجع التي تبين حقيقتها، فراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 139109، 22508، 27055.
والله أعلم.