الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بزوجتك: فنقول إن كانت على هذا الحال فهي امرأة ناشز، والواجب عليها طاعة زوجها في ترك العمل، وعدم الخروج من البيت إلا بإذنه، وعلاج نشوز الزوجة قد جاء به الشرع الحكيم في خطوات بيناها في الفتوى رقم: 1103.
فنوصيك بالحزم معها، وخروجك من البيت، وتركه على هذا الحال الذي ذكرته مما لا ينبغي، فإنه يشعر بضعف شخصيتك مما يجعلها تتجرأ عليك، وكذلك أمها، ولك أن تتزوج عليها إن كنت قادرًا على العدل بينها وبين زوجتك الثانية، ولكن لا يجوز لك ظلمها، وتركها معلقة، بل يجب عليك أن تؤدي إليها حقها، إلا إذا وجد ما يقتضي سقوط حقها في القسم، أو النفقة، كنشوزها مثلًا، وانظر الفتوى رقم: 93860.
ولا يجوز لزوجتك طلب الطلاق لغير مسوغ شرعي، فإن أصرت على ذلك، فمن حقك الامتناع عن تطليقها حتى تفتدي منك بمال، ونحوه، وراجع الفتوى رقم: 36350
ومن الخطأ الكبير أن تعاقب أبناءك بسبب خلافك مع زوجتك، وأمها، فلهم عليك حق النفقة، ولو كانت أمهم غنية، وحق الرعاية، والعناية، وتفقد أحوالهم، كما أن الأصل تحريم الرجوع في الهدية، والهبة، إلا في حالات يسيرة مستثناة، كما سبق في الفتوى رقم: 20625.
وأما أم زوجتك: فإن كانت تتدخل في حياتكما الزوجية، فهي مسيئة جدًّا، فالواجب أن تنصح، وتخوف بالله تعالى، ويبين لها أن ما تفعله من شأن السحرة، والشياطين، الذين يفرقون بين المرء وزوجه، ويبين لها أيضًا أن طاعة ابنتها لزوجها مقدمة على طاعتها لها هي.
والله أعلم.