الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصح السائلة أن تراجع الفتويين التاليتين:
4179،
11014.
لتعرف كيف تتعامل مع الكوابيس والأحلام المحزنة، وعليها قبل أن تقرأ تلك الأذكار والتعوذات الواردة في الفتويين المشار إليهما، أن تراجع إيمانها واعتقادها، فإنه يظهر من أسئلتها اعتراضها وسخطها على خلق الله وتقديره.
وليعلم أن الشخص لو قرأ القرآن طول يومه فلا ينفعه مع سوء الظن بالله تعالى واعتراضه على أمره، فإن القرآن والأذكار سلاح والسلاح بضاربه، فإذا كان قارئ القرآن فاسد الاعتقاد متهما لله تعالى في عدله وحكمته، فما تغني عنه قراءة كلامه جل وعلا، ثم إن الله تعالى لا يقال في حقه لماذا فعلت كذا وكذا؟ ولماذا لا تفعل كذا وكذا؟
قال الله تعالى:
لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23].
فلله الحكمة البالغة في ما يخلق ويقدر:
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [القصص:68].
فإذا كان خلق الجن ومكنهم من رؤيتنا بحيث لا نراهم نحن، فهذا أمره ومشيئته وتقديره، وما علينا إلا التسليم والرضا.
وليس صحيحا ما ذكرت من أن الجن يتحكم فينا، ونحن لا نستطيع أن ندافع عن أنفسنا، فلا يعدو أمر الجن أن يكون أذاهم مثل أذى المؤذين من بني آدم وهولآء يدفعون دفعاً حسياً، أما الجن فيدفعون دفعاً معنوياً بالاستعاذة بالله من شرورهم والوقاية بالإذكار والتعوذات بشرطه المذكور آنفاً، وهو صحة الاعتقاد، وحسن الظن بالله تعالى.
فنسأل الله لنا ولك الإعانة والهداية والسلامة.
والله أعلم.