الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يحسن عزاءكم في أمكم، وأن يغفر لها ويرحمها، ويتقبلها شهيدة، ونوصيكم بالحرص على برها، ولمعرفة ما يُبر به الوالد بعد موته، راجعي الفتوى رقم: 7893.
ومن المؤسف أن يحدث مثل هذا الحال في أسرة، كان ينبغي أن يكون أفرادها على ألفة ومودة، لا على شجار وخصام، يؤدي إلى موت الأم بسببه، ولكنه الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم، فيستغل منه لحظة غفلة، ليوقعه فيما عاقبته الندم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}.
ويجب عليكم بر أبيكم، والإحسان إليه، فما حصل منه لا يحل قطيعته، ولا يسقط عنكم بره بأي حال، كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى رقم: 299887.
وما ذكرت من تعريضه للمساءلة، إن كان المقصود به مسؤوليته عن قتل أمكم، فلا يظهر أنكم مذنبون بمجرد هذه المشكلة التي افتعلها بينكم وبينه، ولكن قد يحصل الإثم فيما إذا صدر منكم أي إساءة له، أو إيذاء؛ لأن هذا نوع من عقوقكم له، تجب منه التوبة، وراجعي الفتوى رقم: 299953، والفتوى رقم: 107035.
وننبه إلى أن حكم ميراث القاتل من المقتول، يختلف بحسب نوع القتل، وقد بيناه في الفتوى رقم: 103816، والمرجع في تحديد نوع القتل، إلى المحكمة. ومن كان له نصيب في الميراث، فليس لأحد الحق في منعه منه، لغير مسوغ شرعي.
والله أعلم.