الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد الكره القلبي لوالدك بسبب تصرفاته السيئة لا لوم عليك فيه، فقد دل الشرع على أنه لا مؤاخذة على ما لا اختيار للعبد فيه، قال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا {البقرة:286}.
ولكن يجب عليك الحذر من أن تصدر منك أي إساءة تجاهه ولو بالتأفيف أو عبوس الوجه، فذلك كله من العقوق، وراجع الفتويين رقم: 308401، ورقم: 265732.
ومجرد انفصالك عنه لا حرج عليك فيه، وسبق أن أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 291139.
ونوصيك بالاستعانة بالله وذكره، فإن ذلك مما يقوى به القلب ويثبت، لذلك أمر الله عز وجل بذكره في أصعب المواقف ـ نعني حالة الحرب ـ حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الأنفال:45}.
ونرجو أن تجعل لوالدك حظا من دعائك بأن تسأل الله عز وجل له بالهداية والتوبة النصوح، ويمكنك أن تسلط عليه بعض العلماء والفضلاء ليبذلوا له النصح ويخوفوه بالله تعالى، عسى أن يجعلهم سببا لصلاحه.
والله أعلم.