الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- عبادة، يفعلها المسلم تعبدًا لله، ورجاء لثوابها الذي جاءت به النصوص الشرعية، ومنه ما جاء في الحديث: ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام. وليس في الصلاة والسلام أصلًا طلب دعاء من الميت، فالمصلي والمسلّم لا يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو له، بل هو يصلي ويسلم عليه وفق المشروع، ويجازى على ذلك بأن يجعل الله النبي -صلى الله عليه وسلم- يرد عليه السلام -ولا يعلم أحد من البشر كيفية ذلك لأنها من شأن البرزخ، وهي من أمور الغيب التي لا تقاس على أحوال الدنيا-.
فليس ثَم ما يوجب القلق والخوف على العقيدة البتة، وعلاج الهواجس التي تطرق قلبك إنما هو في إيصاد باب الوسوسة، وقد لاحظنا في أسئلتك السابقة أنك تعانين من فرط الوساوس، والذي ينبغي لك هو: الإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغلِ بها، وقطع الاسترسالِ معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله أن يعافيك منها. وراجعي للفائدة حول علاج الوسواس الفتوى رقم: 3086.
وراجعي حول معنى حديث رد السلام الفتوى رقم: 51606، والفتوى رقم: 23341.
والله أعلم.