الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح أنك مصابة بالوسوسة، والذي ننصحك به هو أن تعرضي عن الوساوس، ولا تلتفتي إلى شيء منها أبدا، فإن ذلك هو العلاج الأمثل لها، وانظري الفتوى رقم: 51601.
ونوصيك بالمضي في صلاتك دون اكتراث بما يعرض لك من أفكار وهواجس مهما قويت واشتدت عليك، وإذا انتهيت منها فلا تعيديها مهما شككت في صحتها، بل تجاهلي الأمر بالكلية، كما سبق حتى لا تفتحي على نفسك دوامة من الوسوسة والشك لا قِبل لك بها، ثم اعلمي أنه على فرض حصول التردد منك في قطع الصلاة، فإن العلماء مختلفون هل هذا التردد يبطلها أو لا؟ وقد صحح بعضهم أنها لا تبطل بذلك، لأن بقاء النية يقين، فلا يزول إلا بيقين مثله، قال ابن عثيمين: وقال بعض أهل العلم: إنها لا تبطل بالتردُّد، وذلك لأن الأصل بقاء النيَّة، والتردُّد هذا لا يبطلها، وهذا القول هو الصَّحيح، فمادام أنه لم يعزم على القطع، فهو باقٍ على نيَّته، ولا يمكن أن نقول: إن صلاتك بطلت للتردُّد في قطعها. اهـ.
وهذا القول له قوة واتجاه، وفيه رفق بالموسوسين، وبناء عليه هذا، فإن صلاتك صحيحة ولا أثر لترددك في قطعها.
والله أعلم.