الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلعل ما ذكرت مجرد وهم، وأثر من آثار الوساوس التي ذكرت أنك كنت تعاني منها في السابق، ليفسد الشيطان عليك صلاتك، ويثبطك عن أدائها في الجماعة حتى يفوت عليك أجرها؛ إذ لا يتصور أبدًا أن "كل الأئمة تقريبًا" -على حد تعبيرك- يخطئون في الفاتحة، ويبدلون بعض حروفها أو يسقطونها.
وعلى هذا؛ فيتعين عليك الإعراض عن الوسواس، وتجاهله بالكلية، وعليك أن تحافظ على الصلاة في الجماعة، ولا يمنعك من ذلك ما تتوهمه من خطأ الأئمة في القراءة، فإذا شككت في أن الإمام قد أخطأ في الفاتحة، فلا تلتفت لذلك الشك ولا تعره اهتمامًا وواصل في صلاتك، وإذا انتهيت منها فلا تُعِدْها مطلقًا.
وعليك بعصيان الشيطان كلما حاول أن يوسوس لك، ويشككك في صحة قراءة من تصلي خلفه، واضعًا نصب عينيك دائمًا قول الله -عز وجل-: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}. مستحضرًا هذه العداوة المتأصلة فيه، وما يريده من تنغيص لذة عبادتك عليك، وحرمانك من أجر الصلاة في الجماعة، وغير ذلك مما فيه الخير لك.
وراجع الفتوى رقم: 51601 بشأن سبل علاج الوسوسة.
والله أعلم.