الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحيث كان هؤلاء الموظفون معروفين بالفساد والظلم ـ كما تقول ـ ولم تحصل منهم توبة، فلا مانع من إخبار المدير بحالهم ليحجزهم عن فسادهم وظلمهم، وهذا من باب النصح وتغيير المنكر وإزالة الظلم، قال النووي في شرحه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ـ وَأَمَّا السَّتْر الْمَنْدُوب إِلَيْهِ هُنَا: فَالْمُرَاد بِهِ السَّتْر عَلَى ذَوِي الْهَيْئَات وَنَحْوهمْ مِمَّنْ لَيْسَ هُوَ مَعْرُوفًا بِالْأَذَى وَالْفَسَاد، فَأَمَّا الْمَعْرُوف بِذَلِكَ فَيُسْتَحَبّ أَلَّا يُسْتَر عَلَيْهِ, بَلْ تُرْفَع قَضِيَّته إِلَى وَلِيّ الْأَمْر إِنْ لَمْ يَخَفْ مِنْ ذَلِكَ مَفْسَدَة، لِأَنَّ السَّتْر عَلَى هَذَا يُطْمِعهُ فِي الْإِيذَاء وَالْفَسَاد, وَانْتَهَاك الْحُرُمَات وَجَسَارَة غَيْره عَلَى مِثْل فِعْله، هَذَا كُلّه فِي سَتْر مَعْصِيَة وَقَعَتْ وَانْقَضَتْ, وَأَمَّا مَعْصِيَة رَآهُ عَلَيْهَا, وَهُوَ بَعْد مُتَلَبِّس بِهَا فَتَجِب الْمُبَادَرَة بِإِنْكَارِهَا عَلَيْهِ, وَمَنْعه مِنْهَا عَلَى مَنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ, وَلَا يَحِلّ تَأْخِيرهَا، فَإِنْ عَجَزَ لَزِمَهُ رَفْعهَا إِلَى وَلِيّ الْأَمْر إِذَا لَمْ تَتَرَتَّب عَلَى ذَلِكَ مَفْسَدَة. اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 167735.
وأما أرزاق العباد: فهي بيد من خلقهم، ولا أحد من البشر يقدر على قطع رزق قسمه الله لعبده، وانظر الفتوى رقم: 179105.
والله أعلم.