الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فههنا أمور يحسن بنا أن ننبهك عليها: أولا: ما يتعلق بالمشاكل في صيانة المسجد والمكيفات ونحو ذلك يمكنكم التواصل بخصوصه مع الجهات المسؤولة، كما يمكنكم التعاون على إصلاحه فيما بينكم، ولكم على ذلك الأجر الجزيل من الله تعالى، فإن هذا من عمارة المساجد المرغب فيها شرعا، والله أعلم.
ثانيا: ما ذكرته عن هذا الإمام والمؤذن أمور سهلة يسيرة لا توجب كراهته ولا النفرة من الصلاة خلفه، فكونه يتقن بعض المواضع أكثر من غيرها، فيكثر القراءة بها في الصلاة مما لا محظور فيه، والقرآن كله كلام الله، وأيا قرأ منه الشخص فهو حسن، فعليكم أن تحضروا قلوبكم في أثناء قراءة الإمام، وأن تتدبروا ما يقرأ وإن كرره أو كثر ترداده له، وإن أردتم أن ينوع ما يقرؤه فكلموه بلين ورفق، وقولوا له بأسلوب حسن مهذب: لو غيرت مواضع قراءتك لنسمع من كلام الله الشيء الذي يدعو إلى حضور قلوبنا، ونحو ذلك من الكلام. والحاصل أن الأمر في هذا يسير لا يوجب ما ذكرت، ثالثا: قراءة بعض السور في أوقات مخصوصة إذا لم يكن الشرع ورد بذلك فإن لم يعتقد الفاعل سنيته فلا حرج عليه في ذلك، ولتنظر الفتوى رقم: 309895.
رابعا: لم تذكر عن هذا الإمام ما يوجب كراهته حتى يكون داخلا في الوعيد في من أمّ قوما وهم له كارهون، فإن ذلك مقيد بأن يكرهوه بحق، وخالف في هذا بعض أهل العلم ورأى أن ظاهر الحديث يقتضي كراهة أن يؤم هذا الشخص سواء كرهه المأمومون بحق أو باطل، ولعل الأول أظهر، وانظر الفتوى رقم: 265918.
خامسا: قد أنكرت من فعل هذا الإمام بعض ما هو مسنون كإطالة الجلسة بين السجدتين، وأما إطالة التشهد الأول فليس من السنة، وعلى كل فكل هذه أمور يسيرة يمكن تلافيها بالمناصحة، ونحثكم على ائتلاف القلوب، وجمع الكلمة، وعدم شق الصف، وتفريق الكلمة؛ فإن هذا من أعظم المقاصد التي شرعت لها الجماعة.
والله أعلم.