الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المراد من السؤال غير واضح ، لكن لا ريب في أن بعث الله جل وعلا للعباد حقيقة كبرى لا مرية فيها، والإيمان بالبعث واليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان، وأسسه العظام، التي لا يقوم إلا بها، وانظر بيان ذلك وتقريره في الفتوى رقم: 113689. وإحالاتها.
والله عز وجل يعيد العباد أنفسهم في البعث، ولكنهم يخلقون من التراب خلقاً جديدا مختلفاً عما كانوا عليه في الحياة الدنيا، قال ابن تيمية: وكذلك الإعادة يعيده بعد أن يبلى كله إلا عجب الذنب كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب، منه خلق ابن آدم ومنه يركب}، وهو إذا أعاد الإنسان في النشأة الثانية لم تكن تلك النشأة مماثلة لهذه، فإن هذه كائنة فاسدة وتلك كائنة لا فاسدة بل باقية دائمة، وليس لأهل الجنة فضلات فاسدة تخرج منهم كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يبصقون ولا يتمخطون وإنما هو رشح كرشح المسك}.
والنشأة الثانية لا يكونون في بطن امرأة ولا يغذون بدم ولا يكون أحدهم نطفة رجل وامرأة ثم يصير علقة، بل ينشئون نشأة أخرى وتكون المادة من التراب كما قال: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} وقال تعالى: {فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} وقال {والله أنبتكم من الأرض نباتا * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا} وفي الحديث: {إن الأرض تمطر مطرا كمني الرجال ينبتون في القبور كما ينبت النبات} كما قال تعالى: {كذلك الخروج} {كذلك النشور} {كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون}. اهـ. باختصار من مجموع الفتاوى .
والله أعلم.