الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، ولا يخفى أن طرائق التعلم، ومناهج تحصيل العلوم فيها جوانب كثيرة اجتهادية، وليس هناك سبيل أوحد لتحصيل أي علم، ونحن هنا سننقل لك طريقة في تعلم القراءات بالتدرج، كتبها أحد المتخصصين في علم القراءات، وهو الدكتور وليد المنيسي عضو لجنة الإفتاء بمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، فقد قال في خطوات تعلم علم القراءات:
1ـ تبحث عن شيخ مجاز في القراءات متقن لها وتقرأ عليه من حفظك ختمة كاملة برواية حفص من طريق الشاطبية.
2ـ بعد ذلك تقرأ ختمة بقراءة عاصم تجمع بين روايتي شعبة وحفص، وتستفيد في التحضير من كتاب الريّاش في رواية شعبة بن عياش، ويمكنك تحميله من الإنترنت، ويمكن إذا رأى شيخك أن يبدأ معك من الخطوة الثانية مباشرة إذا اختبرك ووجدك متقنا لحفص، ولا ضرر عليك من جمع شعبة معه.
3ـ بعد ذلك تقرأ ختمة بقراءة أخرى أو إحدى روايتيها، ويفضل أن تقرأ برواية قالون أو ورش عن نافع، وتستفيد في التحضير من كتب الشيخ محمد نبهان المصري، فهي كتب ميسرة على شكل جداول توضح الفروق بين حفص وقالون أو حفص وورش، ويمكنك تحميلها من الشبكة، وكذلك تستمع إلى تلاوة الربع الذي ستقرؤه من ختمات قالون وورش.
4ـ بعد ذلك تقرأ الحزب الأول من سورة البقرة على شيخك من حفظك إفرادا لكل راو من رواة القراء العشرة، فتقرؤه لقالون، ثم لورش، ثم للبزي وقنبل عن ابن كثير، ثم للدوري، ثم للسوسي، عن أبي عمرو، وهكذا حتى تكون متدربا على أصول كل قارئ وراو على حدة، وتحتاج في التحضير إلى اقتناء متن الشاطبية ومتن الدرة وشرح عليهما، وكتاب الإضاءة للشيخ الضباع، وكتاب البدور الزاهرة للشيخ عبد الفتاح القاضي.
5ـ بعد ذلك تبدأ ختمة كاملة من أول الفاتحة إلى آخر الناس تجمع فيها القراءات السبع فقط من طريق الشاطبية أو العشر من الشاطبية والدرة حسب ما يوجهك شيخك مستفيدا في الإعداد للدرس من الكتب المذكورة في الخطوة الرابعة على أن تحفظ كل يوم خمسة أبيات من الشاطبية وتقرؤها غيبا على شيخك، حتى تنهي حفظ الشاطبية، ثم بعدها خمسة أبيات يوميا من الدرة حتى تنهيها، وبعد انتهائك من ختم القراءات العشر من الشاطبية والدرة على شيخك وحصولك على إجازة منه بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العالمين سبحانه وتعالى تكون أنهيت العشر الصغرى، وتبدأ في الإعداد لختمة العشر الكبرى. اهـ.
والله أعلم.