الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن للآباء أثرا هاما في تربية الأبناء، وقد يكون صلاح الآباء من أسباب صلاح الأبناء، إلا أن هذا ليس بلازم، فكم من أناس صالحين، وأولادهم فاسدون، وبالعكس. وهذا نوح عليه السلام كان من أولي العزم من الرسل، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعو إلى الله، وأبى ولده إلا الكفر. فأسباب الهداية لا تنحصر في صلاح الآباء، وتوجيههم للأبناء، ثم إن حكمة الله عز وجل من وراء ذلك. وانظر الفتوى رقم: 242464، وهؤلاء الشباب إن كانوا يعلمون حرمة ما يفعلون، أو كانوا متمكنين من العلم، لكنهم أعرضوا عنه؛ فإنهم يلامون على ذلك، بخلاف من لم يكن متمكنا من العلم أصلا. وانظر الفتويين: 207049، 195345
وعلى ذلك، فمجرد سوء ظروف النشأة، ليس بمجرده عذرا في ارتكاب المحرمات، وترك الواجبات. وإن كان الشخص الذي أنعم الله عليه بمن يبين له الحق، ويعينه على اتباعه، ومع ذلك أصر على اتباع الباطل، لا شك أنه أشد إثما ممن لم يتيسر له من يرشده إلى الحق، ويعينه عليه.
والله أعلم.