الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيجب عليك ـ أختي السائلة ـ في الأصل أن تنصرفي من العمل في الوقت المنصوص عليه في اللوائح التي تنظمها جهة العمل، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة:1}.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه الترمذي وابن ماجه وأبو داود، وصححه الألباني.
ولكن إذا كانت الإدارةُ تسمح بالانصراف مبكرا قبل ذلك الوقت، وكانت مخولةً بهذا الإذن، فلا حرج عليك في الانصراف حينئذ مبكرا، وإن لم تكن الإدارة مخولةً بذلك، فلا عبرة بإذنها، ويجب عليك البقاء حتى نهاية الدوام؛ إلا إن خشيت ضررا لو بقيت لوحدك، فلا حرج حينئذ في الانصراف مبكرا مع وجوب تنبيه الجهة المسؤولة عن الإدارة بحقيقة الحال، وأنك لا تستطيعين البقاء لوحدك لنهاية الدوام.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: كثير من الأسئلة تأتي حول الدوام، وأنتم نبهتم في ذلك، لكن لا بأس من ذكر بعضها سريعاً.. بعضهم يقول إنه يخرج بعض الأيام قبل نهاية الدوام بنصف ساعة أو ساعة، لأن رئيسه المباشر لا يمانع في ذلك، وبعضهم يقول أخرج لكي أستفيد من الوقت في شيء آخر، لأنه لا يوجد لي مسئوليات طبية مباشرة للمرضى، وخصوصاً أنه يمضي بعض أوقات خارج الدوام من أجل أعمال لها علاقة بالعمل؟ نقول لهؤلاء هل العمل ميداني أو وقتي..؟ إن كان ميدانياً فنعم، إن لم يكن لديك عمل اذهب، وإن كان عملك وقتياً فلابد أن تستوعب جميع الوقت وإن لم يكن لك شغل، وأما إذا وافق المدير المباشر فهذا يُنظر، إذا كان له الحق في ذلك فيما إذا أذن له يوماً أو يومين، فلا حرج، وإن لم يكن له الحق في ذلك فلا تنفع رخصته فيه. اهــ.
وأما ما ذكرت بشأن تسجيل وقت الانصراف: فعليك أن تسجلي الوقت الذي تنصرفين فيه حقيقة، لكن إذا كان المسؤول المخول يلزمك بالتوقيع على خلاف ذلك، فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى.
والله أعلم