الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعلوم أن تصحيح الأحاديث وتضعيفها يختلف باختلاف اجتهاد أهل العلم بالحديث، كاختلاف الفقهاء في مسائل الفقه. ولذا، فقد حكم بعض أهل العلم على هذا الحديث بالضعف كما هو منقول في موسوعة الحديث في الموقع، ومنهم من صححه كالشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، وذلك بمجموع طرقه، حيث قال ـ رحمه الله ـ بعد دراسة أسانيده: هو بمجموع حديث أبي هريرة، وحديث حميد الطويل عن أنس، وحديث وائل بن حجر يرتقي إلى مرتبة الصحيح، لأنه ليس فيها متهم، ثم رأيت الحافظ السخاوي في القول البديع قال عقب حديث أنس من الطريق الأولى ص 39ـ 40: وذكر المجد اللغوي أن إسناده صحيح محتج برجاله في الصحيحين ـ والله أعلم ـ ورواه أبو نعيم في الأحمدين من تاريخ أصبهان ـ يعني طريق العقيلي ـ وعن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا صليتم على المرسلين فصلوا علي معهم، فإني رسول من المرسلين ـ رواه ابن أبي عاصم، وإسناده حسن جيد، لكنه مرسل ـ ثم ذكره من حديث أبي هريرة وأعله بموسى بن عبيدة الربذي، لكنه قال: وهو وإن كان ضعيفا فحديثه يستأنس به، قلت: و فيه إشعار إلى أنه يميل إلى تقوية الحديث. انتهى.
والله أعلم.