الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التلفظ بالألفاظ القبيحة المشتملة على الفحش في مجلس العلم يعتبر من سوء الأدب، وهو مخالف لما في النصوص من حفظ اللسان عن السوء والفحش، فقد قال الله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم {النساء: 148}.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ اللسان في أكثر من حديث، منها ما رواه الترمذي عن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك. وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم.
وروى الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.
وقد نهى عن الفحش في القول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبغض الفاحش البذيء. رواه الترمذي.
قال المباركفوري ـ رحمه الله ـ في تحفة الأحوذي: قوله: ليس المؤمن ـ أي: الكامل، بالطعان، أي: عيابا الناس: ولا اللعان ـ ولعل اختيار صيغة المبالغة فيها لأن الكامل قل أن يخلو عن المنقصة بالكلية: ولا الفاحش ـ أي: فاعل الفحش أو قائله وفي النهاية: أي: من له الفحش في كلامه وفعاله، قيل: أي: الشاتم، والظاهر أن المراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره ولا البذيء، قال القاري: هو الذي لا حياء له. انتهى باختصار.
فيمكنك أن تقرأ عليه هذه الأحاديث، وتعلمه بمخالفته لها، وأن فعله هذا يعد من سوء الأدب كما قدمنا، ومن ثم تأمره بألا يعود مرة أخرى لما كان يقول.
والله أعلم.