الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا النزاع القائم بينكم ينبغي أن ترجعوا في حله للمراكز الإسلامية الموجودة عندكم، والجهات الموكلة بفض أمثال تلك المنازعات، ولكننا نقول إجمالًا: إن الأصل أن يجتمع المسلمون للصلاة في مسجد واحد، وبخاصة صلاة الجمعة، فإذا كان هذا المسجد الجديد يتسع للمصلين، فلا ينبغي إقامة الجمعة في غيره؛ لأن الأصل أن تفعل في مكان واحد في البلد، ولتنظر الفتوى رقم: 119257، وما فيها من إحالات.
وأما الصلوات الخمس غير الجمعة: فلا حرج في إقامتها في أكثر من مسجد في المدينة الواحدة، وإن كان الأولى والأكمل فعلها في مسجد واحد؛ تحصيلًا لمقصودها، ولتنظر الفتوى رقم: 132487.
ومن ثم؛ فالذي ننصحكم به هو أن تكلموا هؤلاء الإخوة بلين ورفق، وتدعوهم إلى وحدة الصف، واجتماع الكلمة، فإن هذا ـ وخاصة حيث أنتم ـ من أهم المهمات، وليتعاون الجميع على البر والتقوى، ولا يُنازع نظار الوقف والقائمين على تسيير المسجد الكبير في إدارته، ولكن إذا رأى غيرهم أمرًا ما يحتاج إلى مناصحة ناصحوهم، وبينوا لهم وجهة نظرهم، ولو أشركهم نظار الوقف في إدارة شؤون المسجد، أو بعضها؛ حرصًا على الائتلاف والوحدة، كان ذلك حسنًا.
والله أعلم.