الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حسن الظن بالله تعالى مأمور به شرعاً، ومطلوب من المسلم في كل وقت من أوقات حياته، فعن
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يقول الله تعالى: أنا عند حسن ظن عبدي بي. وفي رواية:
فليظن بي ما شاء. رواه
البخاري ومسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن لأن التشاؤم من سوء الظن بالله تعالى، وحسن الظن بالله تعالى لا يعني التكاسل عن الطاعات والتهاون بالعبادات اتكالاً على سعة رحمة الله تعالى، فهذا والعياذ بالله تعالى من الأمن لمكر الله المؤدي إلى الخسران، فقد قال الله في من هذا شأنهم: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (الأعراف:99)، فصلاح المؤمن مرهون باجتماع الخوف والرجاء في قلبه، فينبغي له أن يوازن بينهما في حالة الصحة أو يغلب جانب الخوف، ليكون ذلك أدعى لكثرة العمل الصالح، وأردع عن الأعمال السيئة.
فإذا عجز عن العمل أو أحس بدنو الأجل غلَّب جانب الرجاء ليقوى افتقاره إلى تعالى ويحسن رجاؤه.
هكذا كان شأن السلف الصالح من الصحابة وغيرهم، فكانوا يخافون الله تعالى أشد الخوف، ويراقبون أنفسهم مراقبة الحريص في أدق الأمور.. فإذا تعذرت الأعمال وأحسوا بقرب الآجال كان الرجاء في الله تعالى وحسن الظن به هو أملهم الأول.
وننصح السائلة الكريمة بقراءة حياة السلف الصالح رضوان الله عليهم، ففيها من الدروس ما لا غنى للمسلم عنه.
وبإمكانها أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم:
8736
نسأل الله لنا ولك الثبات وحسن الظن بالله تعالى.
والله أعلم.