الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأمَّا مصير أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة، فقد سبق بيانه في الفتوى رقم:
1041 والفتوى رقم:
10476
وإذا تقرر أنهما ماتا على الكفر، فإن الشفاعة لهما بالنجاة من النار لا تتفعهما ولو كان الشفيع أعظم الشفعاء جاهاً، ولا شفيع أعظم من النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك يقول الله: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ نزلت الآية لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأبي طالب.
وفي صحيح مس لم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أستأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي...
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [الشعراء:214]. جمع قريشاً فعم وخصَّ، وكان مما قال: يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك من الله شيئاً. رواه مسلم.
وأما شفاعته لهما بالتخفيف عنهما فجائزة، فقد ثبت ف ي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال: يارسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء، فإ نه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: نعم، هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأ سفل من النار. رواه البخاري.
ففي الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ي ُمكّن من الشفاعة في تخفيف عذاب كافرٍ.
والله أعلم.