الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر ـ والله أعلم ـ أنّ تأجيل الإنجاب حتى انتهاء الدراسة وتحصيل وظيفة، جائز غير محرّم، لكنّه خلاف الأولى، فقد قال أبو حامد الغزالي ـ رحمه الله ـ عند ذكره للنيات الباعثة على العزل:........ الثالثة: الخوف من كثرة الحرج بسبب كثرة الأولاد، والاحتراز من الحاجة إلى التعب في الكسب، ودخول مداخل السوء، وهذا أيضا غير منهي عنه، فإن قلة الحرج معين على الدين، نعم الكمال والفضل في التوكل والثقة بضمان الله، حيث قال: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ـ ولا جرم فيه سقوط عن ذروة الكمال وترك الأفضل، ولكن النظر إلى العواقب وحفظ المال وادخاره مع كونه مناقضا للتوكل لا نقول إنه منهي عنه.
فالذي ننصحك به أن تبادر بالزواج، ولا تؤجل الإنجاب ثقة بالله وتوكلاً عليه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.
علما بأن الإنجاب كما هو حق للزوج، فإنه أيضا حق للزوجة، فلا يجوز العزل عنها إلا بإذنها.
والله أعلم.