الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح من أسئلتك، أنك مصابة بالوسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس، وندعوك للتخلص منها، وعدم الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وخاصة في هذا الباب، والذي يظهر أنه لم يكن منك تصديق لهذا المنجم فيما أخبر به، وأنها مجرد هواجس وخواطر، وقعت في نفسك.
وعلى كل حال، فلو فرض أنك صدقت ما أخبر به، فإن توبتك تمحو عنك إثم تصديقه، وتعودين كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
وينبغي أن تناصحي أباك، وأن تبيني له أن المنجمين لا يعلمون شيئا من أمر الغيب، وأن الغيب مرد علمه إلى الله تعالى، كما قال جل اسمه: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ {النمل:65}، وادعيه إلى التوبة من تصديق الكهان والمنجمين؛ فإن ذلك خطره عظيم على دين العبد وإيمانه.
والله أعلم.