الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن السائلة تعاني من الوسوسة في مسألة الكفر، فإن كان كذلك، فعليها أن تطرح هذه الأفكار عن نفسها، ولا تسترسل معها، ولا تجعل للشيطان عليها سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد، وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة، والشك المرضي، والضيق، والحرج الشرعي، فكما يجب على العبد أن يخاف من الوقوع في الكفر، وأن يبتعد عنه أشد البعد، فكذلك ينبغي أن لا يكون موسوسا كلما حصل شيء اتهم نفسه، أو غيره بالكفر، وراجعي في ذلك الفتويين: 78602، 126529.
وأما عن الاستهزاء المذكور، فإنه لا يحصل به الكفر، ما لم يتعمد صاحبه نية الاستهزاء، والاستخفاف بالدين، والتنقص له؛ لأن حقيقة الاستهزاء الذي دلَّت النصوص على كفر فاعله، هي: الأقوال، أو الأفعال الدالة على الطعن في الدين، والتنقص منه، والاستخفاف به.
وأما ما يحصل في النكات، فإنه يحتمل الاستهزاء بطريقة الدراسة، أو بمعاملات الإدارة مع الطلاب، أو تعامل الطلبة مع بعضهم، وقد ذكر أهل العلم أنه لا يقع الكفر على من وقع منه ما يحتمل الردة، ويحتمل غيرها.
قال على القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجهًا تشير إلى تكفير مسلم، ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجًا، فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو، خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي، والحاكم. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: من ثبت إيمانه بيقين، لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة. انتهى.
أما باقي الأسئلة، فيرجى إرسال كل منها في سؤال مستقل؛ حتى يتسنى لنا الإجابة عليها حسب الآلية المتبعة بموقعنا.
والله أعلم.