الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك أن كل شيء كائن بقضاء الله وقدره، وبمقتضى مشيئته وحكمته، كما قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال سبحانه: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {آل عمران:6}.
والمسلم مطالب شرعًا بالرضا بالقضاء، بل هو واجب، ولكن كرهه للمقضي ليس بممنوع شرعًا، قال القرافي في الفروق: اعْلَمْ أَنَّ السَّخَطَ بِالْقَضَاءِ حَرَامٌ إِجْمَاعًا، وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَاجِبٌ إِجْمَاعًا، بِخِلاَفِ الْمَقْضِيِّ بِهِ... فَعَلَى هَذَا إِذَا ابْتُلِيَ الإْنْسَانُ بِمَرَضٍ فَتَأَلَّمَ مِنَ الْمَرَضِ بِمُقْتَضَى طَبْعِهِ، فَهَذَا لَيْسَ عَدَمَ رِضَا بِالْقَضَاءِ، بَل عَدَمَ رِضَا بِالْمَقْضِيِّ، وَنَحْنُ لَمْ نُؤْمَرْ بِأَنْ تَطِيبَ لَنَا الْبَلاَيَا وَالرَّزَايَا، وَمُؤْلِمَاتُ الْحَوَادِثِ، وَلَمْ تَرِدَ الشَّرِيعَةُ بِتَكْلِيفِ أَحَدٍ بِمَا لَيْسَ فِي طَبْعِهِ... اهـ. بتصرف.
وبخصوص حكم إجراء العملية التجميلية، راجعي الفتوى رقم: 327625.
وكتمانك نفسك أحيانًا لا حرج فيه، إن لم تخشي أن يترتب عليه ضرر.
وننبه إلى حرمة سخرية المسلم من أخيه المسلم، قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ...{الحجرات:11}.
ومع الصبر على أذى من يؤذونك بذلك، نوصيك بمناصحتهم بالحسنى، وتذكيرهم بالله تعالى، ونذكرك بأن في الصبر على البلاء رفعة الدرجات، وتكفير السيئات، وللمزيد في فضل الصبر راجعي الفتوى رقم: 18103.
والله أعلم.