الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد جوز كثير من العلماء تخطي الرقاب لسد فرجة في الصف.
قال النووي في شرح المهذب: وإن كان غير إمام، ورأى فرجة قدامهم، لا يصلها إلا بالتخطي، قال الأصحاب: لم يكره التخطي؛ لأن الجالسين وراءها مفرطون بتركها، وسواء وجد غيرها أم لا، وسواء كانت قريبة أم بعيدة، لكن يستحب إن كان له موضع غيرها أن لا يتخطى، وإن لم يكن موضع، وكانت قريبة بحيث لا يتخطى أكثر من رجلين ونحوهما، دخلها، وإن كانت بعيدة ورجا أنهم يتقدمون إليها إذا أقيمت الصلاة، يستحب أن يقعد موضعه، ولا يتخطى، وإلا فليتخط. انتهى.
وفي المغني لابن قدامة: إن رأى فرجة لا يصل إليها إلا بالتخطي، ففيه روايتان، إحداهما: له التخطي، قال أحمد: يدخل الرجل ما استطاع، ولا يدع بين يديه موضعا فارغا، فإن جهل فترك بين يديه خاليا، فليتخط الذي يأتي بعده، ويتجاوزه إلى الموضع الخالي، فإنه لا حرمة لمن ترك بين يديه خاليا، وقعد في غيره. وقال الأوزاعي: يتخطاهم إلى السعة. وقال قتادة: يتخطاهم إلى مصلاه. وقال الحسن: تخطوا رقاب الذين يجلسون على أبواب المساجد؛ فإنه لا حرمة لهم. وعن أحمد رواية أخرى إن كان يتخطى الواحد والاثنين فلا بأس؛ لأنه يسير، فعفي عنه، وإن كثر، كرهناه. وكذلك قال الشافعي؛ إلا أن لا يجد السبيل إلى مصلاه إلا بأن يتخطى، فيسعه التخطي إن شاء الله تعالى. انتهى.
ولكن ينبغي الحرص على عدم مضايقة كبار السن ما استطعت إلى ذلك سبيلا، واذا كانت هناك فرجة بين المصلين، فيمكنك الجلوس خلف الصف حتى يقوم الناس، فتتقدم للصف حين يقوم الناس بتسوية الصفوف.
والله أعلم.