الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الرجل كان يشرع له ترك الصيام ما دام الصيام يزيد مرضه، ومتى ما تكرر ذلك معه وجب عليه الفطر، إن كان الطبيب أكد له خطورة الصوم عليه، وأنه قد يعرضه للهلاك، كما بينا في الفتوى رقم: 6246.
وما دامت شدة المرض تأتيه في بعض الأحيان ويقدر على الصيام في غيرها، فإنه يفطر ثم يقضي ما أفطره بعد رمضان؛ كما قال تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:185}.
ولا فدية عليه مع القضاء، فإن قُدّر أن صار مرضه مزمناً بحيث لا يرجى برؤه ولا يقدر على الصوم أبداً، بإخبار الأطباء.. فإنه يفطر ويفدي عن كل يوم من رمضان، وقد اختلف أهل العلم في مقدار هذه الفدية، وقد بينا تلك الأقوال في الفتوى رقم: 28409، وأن مقدارها في قول الجمهور مدٌّ من طعامٍ، وهو ما يساوي 750 غراماً من الرز، عن كل يوم من رمضان.
والله أعلم.