الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في عظم حقّ الأمّ على ولدها ووجوب برّه بها وإحسانه إليها، ومن أعظم أنواع البر والصلة لأّمك أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، ولا سيما في أمر الصلاة، فالصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، ويمكنك الاستعانة ببعض الأقارب أو غيرهم من الصالحين، وكذلك بإهداء بعض الأشرطة أو الكتب أو التوجيه للمواعظ أو البرامج التي تبث على القنوات الفضائية، ولمعرفة بعض الأمور التي تعين على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى رقم: 3830.
ولا بد أن تكوني رفيقة بها في نصحك موقرة لها، فإنّ أمر الأمّ بالمعروف ونهيها عن المنكر ليس كأمر غيرها ونهيه، قال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:... إلا الوالدين، فالوالدان لهما شأن، فالوالدان لا، لا يهجر الوالدين، بل يزور الوالدين ويعتني بالوالدين، وينصح الوالدين ولا يهجرهما، لأن الله جل وعلا قال في كتابه العظيم في حق الوالدين: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ـ14ـ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ـ أمره أن يصحبهما في الدنيا بالمعروف، وإن جاهداه على الشرك يدعو الله أن يهديهما بأسبابه، لأن حقهما عظيم، وبرهما من أهم الواجبات، فلا يهجرهما، ولكن يتلطف فيهما، وقد اجتهد إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أبيه مع أنه مشرك، معلن بالشرك، مع ذلك اجتهد إبراهيم في دعوة أبيه عليه الصلاة والسلام، فالمقصود أن الوالدين لهما شأن عظيم، فلا يهجرهما الولد، بل يتلطف بنصيحتهما وتوجيههما للخير، ويستعين على ذلك بمن يتيسر من أخوال أو إخوان أو أعمام، أو..
والله أعلم.