الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه المقولة لا نعلم لها أصلا في الكتاب، ولا في السنة، ولا في كلام السلف -رحمهم الله- ولكن على كل مسلم أن يؤمن بأن الله تعالى هو الذي قسم الأرزاق بين الخلائق، وقد قسمها على ما تقتضيه حكمته تعالى، فمن العباد من يوسع الله عليه، ومنهم من يضيق عليه، ومنهم من يرزقه الولد، ومنهم من لا يرزقه، ومنهم من يعافيه، ومنهم من يبتليه ويسقمه، وكل ذلك لحكمة بالغة قضاها، يستوجب الحمد عليها، فهو لا يقدر شيئا عبثا، فلكل عبد رزق معلوم، وأجل مقسوم، جرى به القلم، وقدر له في الأزل، وهذا الذي قدر له هو ما تقتضيه حكمة الرب تعالى، وعلمه ورحمته، وجوده وبره، وإحسانه إلى خلقه، فعلى العبد أن يرضى بما قسمه الله له، وأن يقنع بما أوتي، ولا يمدن عينيه إلى ما في يد غيره، وألا يتهم الله في قضائه وقدره، وأن يلزم دعاءه وذكره، ويسأله من فضله تعالى؛ فإن خزائنه سبحانه ملأى، لا يغيضها نفقة.
والله أعلم.