الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالغيبة -وهي ذكر الغير بسوء، حال غيبته- أمر محرم، وعدها بعض أهل العلم في كبائر الذنوب. وقد تباح في بعض الأحوال للمصلحة الراجحة، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 6710.
والأصل أن تحمل أمر أمك على السلامة وحسن الظن، فتعطيها ما تطلب منك سواء الهاتف، أو جهاز شحن الهاتف، أو نحو ذلك، فهذا من البر بها، وهو مأمور به شرعا، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا{الإسراء:23}، ولا تمتنعي من القيام لها بشيء من ذلك، إلا إذا تيقنت أنها تستعين به على محرم، فلا يجوز حينئذ إعانتها عليه؛ لقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
وقد أرسلت إلينا سؤالك هذا مرتين مختلفتين، وأجملنا الجواب عنهما هنا.
والله أعلم.