الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فإنّ أمّك ظالمة لك، لكن ذلك لا يسقط حقها عليك، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 114460.
وعليه؛ فلا يجوز لك الإساءة إليها، أو الدعاء عليها، ولو بسبب ظلمها لك، قال الشيخ ابن باز –رحمه الله- حين سئل عن الدعاء على الأب الظالم: لا يجوز لك الدعاء عليه، ولكن تقولين: اللهم اهده، اللهم اكفنا شره، حسبنا الله ونعم الوكيل، لا بأس، أما الدعاء عليه لا. وانظري الفتوى رقم: 59562.
فالذي ننصحك به أن تصبري على أمّك، وتصاحبيها بالمعروف، وتنصحيها برفق وأدب أن تعاملك بالمعروف، ولا تعتدي عليك، فإن لم تستجب لنصحك، فوسِّطي من يكلمها في ذلك من الأقارب، أو غيرهم من الصالحين، واعلمي أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}، فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء، فكيف بالأم التي هي أرحم الناس بولدها؟
وإذا قمت بما يجب عليك نحوها من البِرّ، والمصاحبة بالمعروف، فلا يضرّك بعد ذلك غضبها، أو دعاؤها عليك، ما دام بغير حق، قال ابن علان في دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين: ... ودعوة الوالد على والده، أي: إذا ظلمه، ولو بعقوقه. وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير: وما ذكر في الوالد محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق.
نسأل الله أن يفرج كربك، ويشرح صدرك، ويهديك لأرشد أمرك.
والله أعلم.