الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس هنا تعارض بين ما نقله السائل، وبين ما سبق أن ذكرناه له في عدة فتاوى، ففي فتواك السابقة برقم: 320881 قلنا: "الحث لفظ مجمل، إن أردت به أن الله جل وعلا لا يحب ذلك ولا يرضاه، ولا يأمر به أمرًا شرعيًّا، فهذا صحيح، وأما إن أردت أن الله لا يخلق ذلك، ولا يقدره كونًا، فهذا غير صحيح".
وكذلك الحال في فتواك رقم: 320797. ولكن زدناك التنبيه على أن "الحث والتحريض من الألفاظ المجملة التي لم ترد النصوص بها فيما نعلم، ومن القواعد الكلية: الكف عن التكلم في حق الله جل وعلا بما لم يرد في النصوص من الألفاظ المجملة نفيًا أو إثباتًا".
ثم نقلنا لك من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما يبين ذلك، وهو يتوافق أيضًا مع ما نقلته عن موقع الإسلام سؤال وجواب، فإنهم فصلوا في معنى كلامك أنت وما تريده من الإضلال المنسوب لله تعالى؛ لأنه يحتمل حقًّا وباطلً، فكان لا بد من التفصيل، وهذا هو عين ما نقلناه عن شيخ الإسلام حيث يقول: الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة، ولا اتفق السلف على إثباتها ونفيها، فهذه ليس على أحدٍ أن يوافق من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده، فإن أراد بها معنى يوافق خبر الرسول، أقرّ به، وإن أراد بها معنىً يخالف الرسول أنكره، ثم التعبير عن تلك المعاني إن كان في ألفاظه اشتباه، أو إجمال عبر بغيرها، أو بين مرادها، بحيث يحصل تعريف الحق بالوجه الشرعي. اهـ.
والله أعلم.