الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العين قد تؤثر في المعيون عند ما يراه أو يتكلم فيه بإعجاب، وإن لم يقصد العائن حسد المعيون، أو زوال النعمة عنه؛ فلا يلزم من الإصابة بالعين أن تقترن بالحسد، الذي هو تمني زوال النعمة، بل قد يحصل أثر العين بمجرد نظر الإعجاب والإعظام، مع عدم ذكر الله والدعاء بالبركة، ولذلك يمكن أن يصيب المرء من يحبهم من أهله وولده بالعين، بل قد يصييب نفسه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة. رواه ابن ماجه وأحمد. وصححه الألباني.
ولذلك، فإننا نصح الأخ وكل مسلم بكف لسانه عن الكلام فيما لا يعنيه، وبالإعراض عن اللغو، وأن يواظب المسلم على الدعاء بالبركة، وقول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، كلما رأى شيئا يعجبه، أو رأى أحدا في نعمة؛ فإنه بذلك يسلم -إن شاء الله- من الإضرار بالناس المنهي عنه شرعا، كما جاء في الحديث: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ. قال ابن القيم في زاد المعاد: "وإذا كان العائن يخشى ضرر عينه وإصابتها للمعين فليرفع شرها بقوله: اللهم بارك عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف: ألا بركت عليه. ومما يدفع إصابة العين قول ما شاء الله، لا قوة إلا بالله. روى هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله" اهـ.
والله أعلم.