الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأمور المخالفة للشرع، كالمعازف والاختلاط المحرم لا طاعة فيها لأمّك، فإنّ الطاعة إنما تكون في المعروف.
أمّا الأمور المباحة، كعرض الجهاز أمام الجيران، واصطحاب بعضهن عند التجهيز ونحو ذلك، فالظاهر لنا -والله أعلم- أنّه لا تجب عليك طاعتها في هذه الأمور، ولا تعد مخالفتك لها فيها من العقوق، لأنّ الأمّ ليس لها غرض صحيح معتبر في هذه الأمور، وأنت تتأذين منها، وطاعة الوالدين تكون واجبة في الأمور التي ينتفع بها الوالدان، ولا تضرّ الولد. وراجعي حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم : 76303.
ومع ذلك فالأولى أن تطيعي أمّك في ما ترغب فيه مما لا يخالف الشرع، ولا يلحقك منه ضرر محقق، وعلى أية حال فإن عليك برّ أمّك والإحسان إليها قولاً وفعلاً، فإنّ حق الأمّ عظيم.
والله أعلم.