الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فليس من شرط الوقوف بعرفة صعود الجبل، بل ليس صعوده من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا هدي أصحابه الكرام.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم: جبل الرحمة، ولم يكن من هديه - صلى الله عليه وسلم - صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكا، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «خذوا عني مناسككم »، ودرج على ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فلم يكونوا يصعدون على هذا الجبل في حجهم ولا اتخذوه منسكا لهم؛ اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار، وقال: « وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة » ولذا قال كثير من العلماء: إن صعود هذا الجبل في الحج على وجه النسك بدعة، منهم الإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ صديق خان ... اهــ
وعرفة ليست محصورة بمنطقة الجبل، بل هي أكبر من ذلك، وعليها علامات تدل على حدودها ، وخيام الحجاج كلها داخل حدود عرفة فيما نعلم . والجهات المسؤولة عن تنظيم الحج حريصة على أن يقف الحجاج كلهم داخل حدود عرفة، وتغلق مخارجها بحيث لا يخرج أحد من الحجاج خارج حدودها إلى الغروب، فإذا بقيت في الخيمة فقد أديت ما عليك وحجك صحيح ولا تطالب بشيء.
والله تعالى أعلم.