الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فأما شرعا فإن الشرع لم يأت بحصر الفقه على الرجال دون النساء، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم نساء الصحابة العلم؛ كما في صحيح البخاري من حديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: «اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا»، فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ....إلخ اهـ. وبوب البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه بابا فقال : بَابٌ: هَلْ يُجْعَلُ لِلنِّسَاءِ يَوْمٌ عَلَى حِدَةٍ فِي العِلْمِ؟
وقد وُجد في الأمة من النساء الفقيهات الكثير وعلى رأسهن أمنا عائشة رضي الله عنها، فقد كانت أفقه النساء؛ بل قال عنها الإمام الذهبي في السير "أَفْقَهُ نِسَاءِ الأُمَّةِ عَلَى الإِطْلاَقِ" .
وأما واقعا فلا شك أن الفقه في النساء أقل منه في الرجال، ولعل هذا راجع إلى أمرين: أولهما: طبيعة حال النساء واختلافه عن حال الرجال، فإن المرأة تلزم البيت بخلاف الرجال ففرصته في التعلم ومشافهة العلماء أكثر، وثانيهما: ربما وجود نوع من التقصير في طلب العلم من النساء.
والله تعالى أعلم.