الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا تجوز لك قراءة القرآن ولا تشغيل الشريط القرآني في هذا الجو الذي ذكرت، لما في ذلك من تعريض الآخرين للإثم لعدم استماعهم للقرآن، كما أن فيه منافاة للأدب مع القرآن الكريم، وذلك امتثالاً لعموم لقول الله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204] وإن كان جمهور أهل العلم يرون أن الآية خاصة بالاستماع في الصلاة والخطبة، لكن ذهب آخرون إلى أن الآية عامة. قال صاحب تبيين الحقائق:
وفي كلام أصحابنا ما يدل على وجوب الاستماع في الجهر بالقرآن مطلقًا. قال في الخلاصة: رجل يكتب الفقه وبجنبه رجل يقرأ القرآن فلا يمكنه استماع القرآن، فالإثم على القارئ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. اهـ
وعلى هذا.. فالذي ننصحك به لحل هذه المشكلة هو أن تعالج هذا الأمر بحكمة بالغة، وذلك بإرشاد هؤلاء القوم ونصحهم، فإن كفوا فلله الحمد، وإلا فلا أقل من إنكار ما هم فيه بالقلب إذا كانت هذه الأغاني محرمة، كأن كانت بآلة ونحوها، كما سبق في الفتوى رقم:
7248.
وإن رأيت أن الأمر يحتاج إلى الاستعانة ببعض أهل الخير والفضل فذلك حسن. وننبه إلى أنه لا يجوز للعامل الانشغال بأعمال قد تؤدي إلى تباطؤ في العمل، ولو كان هذا الشاغل هو تلاوة القرآن ونحوها. وانظر الفتوى رقم:
20254.
والله أعلم.