الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولًا أن الاستمناء، أو ما يعرف بالعادة السرية فعل محرم، يجب عليك أن تتوب منه فورًا، ويجب أن تكون توبتك خالصة لوجه الله تعالى، ابتغاء ثوابه، وخوفًا من عقابه.
واعلم أنك لو جاهدت نفسك بصدق وإخلاص، فإنك ستوفق لترك هذه العادة الذميمة، والتوبة منها، مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
ومما يعينك على التوبة أن تبتعد عن مظانّ إثارة الشهوة، وألا تطلق بصرك إلى ما حرمه الله تعالى، وأن تكثر من الصوم، فإنه وِجاء لمن لا يستطيع الزواج، وبادر بالزواج -إن كنت قادرًا عليه-.
وعليك بصحبة أهل الخير، وإدمان الذكر، والإكثار من الدعاء، وحضور مجالس العلم، وحِلَق الذكر، واشغل نفسك بالنافع من الأقوال والأفعال، ولا تدع لنفسك وقت فراغ، واحرس خواطرك، فإن أصل هذا الفعل هو الخطرة المذمومة، فلو حرست خواطرك فلم تفكر إلا فيما ينفعك في دِينك ودنياك هان عليك الأمر -إن شاء الله-، وراجع الفتوى رقم: 150491.
وإذا تبت ثم عدت وأذنبت، فعد فتُب، ولا تيأس من التوبة مهما تكرر ذنبك، فهذا ما يتعلق بالشق الشرعي من سؤالك.
وأما ما يتعلق بالشق الطبي منه، وهو خشيتك أن تكون مصابًا بسرعة القذف، ونحو ذلك، فراجع بخصوصه قسم الاستشارات بموقعنا، على أنه لو فرض أنك مصاب بشيء من ذلك، فإن علاج تلك الأمراض ميسور -بإذن الله-، فبادر بالزواج، ولا تتردد.
والأصل أن تحسن ظنك بربك تعالى، وأنه لن تواجهك مشكلة، فإن حصل وواجهتك بعض المشاكل، فراجع الأطباء الثقات، وستجد علاجها سهلًا -إن شاء الله-.
والله أعلم.