الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بنا واستشارتك لنا، جزاك الله خيرا، ونسأله عز وجل أن يجعلنا عند حسن ظنك بنا، ولا شك في أن الحياة الزوجية مشوار طويل تحتاج إلى كثير من التأني عند اختيار الزوجة، فالعجلة فيه قد تعقبها الندامة، وكان ينبغي أن تسأل عن هذه الفتاة من قد يكون أعرف بها من أهلك، وهم قد يكونون زكوها بحسب ما يعلمون من حالها، أما وقد حصل ما حصل فإننا ندعوك إلى الاعتبار بحالها الآن، وعدم الالتفات إلى ما مضى، فالخطأ والوقوع في المعاصي من شأن البشر، ففي الترمذي وابن ماجة عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
فإن تابت، واستقام أمرها، وحسنت سيرتها، ورجوت أن تدوم العشرة معها، ولا تتعثر بسبب ما علمت عنها؛ فأمسكها عليك، ولم يكن لك الحق في أن تسألها عن ماضيها، ولا يجوز لها أن تخبرك بما حدث، فالواجب عليها شرعا مع التوبة أن تستر على نفسها، ولا تخبرك بمعصيتها، وقد ذكرنا النصوص الناهية عن ذلك في الفتوى رقم: 60751.
ونؤكد على ما ذكرنا من الاعتبار بحالها الآن، وإمساكها إن صارت امرأة صالحة، ولو قدر أن فارقتها فإنها تستحق المهر على ما نفتي به، لأن الخلوة الصحيحة لها حكم الدخول في تكميل الصداق، وفي أحكام أخر بيناها في الفتويين رقم: 43473، ورقم: 43479.
والله أعلم.